لم تَشْفِ شیراز
لم تَشْفِ شیرازُ مِنّا حَـرّ غِلَّتنـا
یا حَبَّـذا لو قَصدْنا أرضَ بَغدادِ
کَنـزی خرابٌ ولکـنْ لَمَسَـتْ
یداکَ رِمَّتـَهُ السوداءَ فی الوادی
فاخْضَرَّ حتى کـأنَّ الله أَطْلَعَـهُ
فَجراً مِنَ اللیلِ أووِرداً مِنَ الصادی
ویا مُدَبِّـرَ هذا الکـونِ بارئَـهُ
إِمنَحْ لشـیرینَ ما یُغرِی بفَرهادِ
حَرَّرْتَ بالقَلَـمِ المشقوقِ مبسمُهُ
بالجُـود جُملـةَ عُشّـاقٍ وعُبّـادِ
شیخ المجوس
فی کأسِـهِ یمتلَّـى کُلَّ حادِثـةٍ
مِنْ أوَّلِ الدهْرِ حتَّى أخِرِ الزَمَنِ
یُقَلَّبُ الأرضَ فیها مثل جَوهَرةٍ
ویَصطفیها على ما کانَ رمِن فِتَنِ
أمـرٌ تَهیـمُ بِهِ الرؤیا وتَنشُـرُهُ
من أصلِ فارسَ حتَّى أخِر الیَمَنِ
حَملتُ أمسِ الى شَیخِ المجوسِ فَمی
وکانَ یَنضـحُ بالشکوى وبالمِحَنِ
رَأیتُـهُ ضاحِکـاً فی کفّـهِ قَـدَحٌ
یَعلو ویَهبـطُ فی جَفنیهِ کالوَسَـنِ
وکانَ یکتُـمُ أسـراراً وینشُـرُها
کالریحِ تنشُرُ ما یُطوى على السُفنِ
أخذتُ من قبتی الزرقاءَ صـورتَهُ
وَقـدْ رأیتُ بها وجهی ومُفتَتَنـی
وکانَ ربُّـکَ أدنى من دَمی لِدمی
فإنْ کشَفتَ کَشفت السرَّ فی العَلَنِ
هاتف الغیب
" نُحْ على نفسکَ إنْ کُنتَ تَنـوحُ "
فکـلانا عاشِـقٌ والـروحُ روحُ
أیُّهـا البلبـلُ إنْ کنـتَ حبیبـی
فاسـتَرِح أنـتَ إذنْ لا تَسـتریحُ
أحضِـرِ الخمـرةَ حتى نرتَـدیها
خمـرةً بـارَکَ معناها المَسـیحُ
هـی ثـوبُ الله فـی حُمْرتِهـا
خُرقَـةُ العـارِفِ منها والمُسوحُ
لیـسَ فـی الخـدِّ ولا القـدِّ ولا
غَسَـقِ اللِّـمة یُغرینـا المَلیـحُ
إننـا نَصعَـدُ أفـلاکُ المعالـی
بجناحیـن هُمـا راحٌ وریـحُ
الحیرة
عِشقی لجمالِکَ أصْلُ الحیرةِ
ووِصالُکَ أصلُ کَمالِ الحیرة
ما أکثرَ غَرقی حالِ الوَصلِ الواصِلِ فیکَ لحالِ الحَیرة
أرِنی قلباً لمْ یأخُذهُ الحالُ بِحالِ الحَیرة
لا الواصِلُ یبقى لا الوصلُ یدومُ ولا یَشفى مِنکَ مَریضُ
الحَیرة
وأصَخْتُ بِسَمعی لم أسمع فی الأرضِ سِوى ما یتلوهُ
نداءُ الحَیرةُ
جاءَ صدى أسئلةٍ تِسألُنی عنکَ وعَنْ معنى مَعنى الحَیرة
وأنا مِنْ قِمة رأسی حتى أدنى قَدَمیَّ أسیرُ أسیراً فیکَ
وفی أسْرِ شِباکَ الحَیرة
عراق وحجاز
مِنْ أینَ ؟
وکَیفَ تَواطأَ هذا الصوفیُّ مَعَ الفَلَکِ الساحِرْ ؟
حینَ اکتَشَفَ الخِدعةَ فی لُعبَتِهِ أهلُ الأسرارْ
مِنْ أینَ أتَتْ نَغَمات " عِراق " اللحنِ الآسِرْ
ومَضَتْ عائِدةً نحو " حجاز " الروحْ ؟
یا قلبُ تعالَ وخُذْ نحو الله سبیلَکَ
حتى لا یحجُبَ عنکَ المعنى خبرٌ مَجروحْ
واهزأْ بالزُهدِ الخادِعِ أهلَ الصَفوهْ
حتى لا تنسى دَربَکْ
واعذُرْ عَربدةَ المُتَهَتـِّکِ والسَکرانْ