علی داوودی
تعریب: فتاح أحمد زادة
یکتب القصیدة العمودیة والحرّة ویعمل فی مجال تخصصه متعاونًا مع المجلات فی شؤونها الفنیة. وهو مسؤول قسم الشعر فی مرکز الفکر والفن الإسلامی. أصدر ثلاث مجامیع شعریة وعناوینها: ما إسمک؟ / المقاومة البیضاء / الموتى کثیرون.
مازالت الطیور تأتی بالرسائل
28
ما الأخبار؟
إنفجار سیارات ملغومة أمام البنایات
سقوط الحافلات فی الودیان
إعتقال عصابات التهریب
إستشهاد و جرح العشرات و المئات
و دومًا من النساء و الأطفال
إفتتاح... و إغلاق
ما هذه الأخبار؟
لم ینتشر الصحفیون و الشرطة
فی کل مکان
عندما لا یوجد خبر جدید؟
44
لم یمت أبی
إنما إنطلقت نمور صدره
فی الجبال
کم تمطر الدماء
فی هذه الأیام المقمرة!
45
سعاة البرید
یأتون بکل شیء
الأکل
و المال
و الأکیاس...
لکن الرسائل
ما زالت تأتی بها الطیور.
70
بماذا یأتی لنا البحر؟
أشرطة، أصوات، صور، أسلحة
قنانی کولا
و معلبات منتفخة
قبعات و ملابس نسویة
و ماذا تأخذ السفینة معها؟
أتسمح یا أستاذ؟
لا شیء
لا شیء
سوى النفط و لا غیر!
72
عمّ أتحدث معک؟
عن حزن الحروب الکبرى التی لم تأت
و البنادق الصدئة فی المتاحف
أو الألغام الحبلى؟
عمّ
حین تعصرین ثوبا مبللا
و یهتز حبل الغسیل
بماذا أتحدث معک
سوى عنک
عن البحر؟
75
کم تتآلفین ببساطة
مع اللوبیاء
مثرمة اللحم، و الخلاطّة
و آلة الغسیل...
و زوج مثلی
کم کبیر البحر
لیغرق کل هذه الأشیاء فیه.
98
مصطبة الحدیقة، إمرأة
تبحث عن کتفٍ للبکاء
و سیجارة للتقبیل
المصطبة، عاشق
یملک للإنتظار الکثیر من الوقت
أنتظر کی تکبری أکثر
و تأتین على الموعد هذا.
102
الدوائر المتقاعدة
الأرصفة البائعة المتجولة
بیوت الموظفین، و السعال
تتمشى کلها فی الحدیقة العامة
فی رأسی
و یتعطل هذا الشارع البالی
من کثرة ما یذهب و یأتی
فی قصائدی.
105
قال الطیر
أیتها السماء السجینة
لم تقفین خلف القفص؟
107
کلّ لیلة
ینظرون الى البیوت
من على شاشات التلفاز
لیروا هل کتب الجمیع فروضهم البیتیة
و یطمئنوا
أنهم ناموا جمیعا
على حکایاتهم!
108
ماذا یعمل الأسانسیر
طیلة الأسبوع
طیلة السنة
طوال العمر؟
113
إنفجار قنبلة مهیبة فی کرکوک
یزعل الدفاع الأیسر على فریق الشباب
شحة المسکن 44 بالمئة
و عدد یتراوح بین خمسة آلاف
و ستین ألف عاهرة
یتنقلن بین غرف غیر موجودة!
ماذا یجری فی الشارع
هذا الذی
یموت فیه العابرون کلّ یوم
و لا تجری من سماعات التلفاز
قطرة من دم!