تناولت الروایات قصص نزاعات ومعاناة العراق وقصصا بولیسیة وجرائم على خلفیة حروب وصراعات فی مدن عربیة

ظلال أزمات الواقع العربی فی القائمة الطویلة للجائزة العالمیة للروایة العربیة

ظلال أزمات الواقع العربی فی القائمة الطویلة للجائزة العالمیة للروایة العربیة
أعلنت الجائزة العالمیة للروایة العربیة عن قائمتها الطویلة من الروایات لدورة العام 2021، المکونة من 16 روایة صدرت خلال الفترة بین الأول من یولیو/تموز 2019 وحتى آخر أغسطس/آب 2020، وجرى اختیارها من بین 121 روایة تقدمت للجائزة.
شنبه ۲۳ اسفند ۱۳۹۹ - ۰۹:۴۰
کد خبر :  ۱۳۷۸۱۷

 

 

 

 

وبحسب بیان موقع الجائزة، وصل إلى القائمة الطویلة للجائزة فی دورتها الرابعة عشرة کتّاب من 11 بلدا، تتراوح أعمارهم بین 31 و75 عاما، وتعالج الروایات قضایا ذات صلة بواقع العالم العربی الیوم، من معاناة العراق وانتشار الجماعات المتطرفة، إلى وضع المرأة فی العالم العربی.
تنحو 3 روایات من القائمة فی اتجاه فضاء بولیسی، ارتکبت جرائمها على خلفیة حروب وصراعات فی المنطقة. کما اتخذت روایات القائمة الطویلة فضاءات عدن وعمّان والدار البیضاء ووهران وغیرها من المدن العربیة ساحة لأحداثها، وتحکی عن العلاقات الإنسانیة ودور الأدب فی التنویر.

من بین قائمة الروائیین الستة عشر الذین وصلت أعمالهم إلى القائمة الطویلة، ثمة العدید من الأسماء المألوفة من بینهم جلال برجس (المرشح للقائمة الطویلة عام 2019 عن روایة "سیّدات الحواسّ الخمس") ومحسن الرملی (المرشح للقائمة الطویلة مرتین فی عامی 2010 و2013 عن روایتی "تمر الأصابع" و"حدائق الرئیس") والحبیب السالمی (المرشح مرتین للقائمة القصیرة فی عامی 2009 و2012 عن روایتی "روائح ماری کلیر" و"نساء البساتین") ویوسف فاضل (المرشح للقائمة القصیرة عام 2014 عن "طائر أزرق نادر یحلق معی") ومنصورة عز الدین (المرشحة للقائمة القصیرة عام 2010 عن "وراء الفردوس") وحامد الناظر (المرشح للقائمة الطویلة مرتین فی عامی 2016 و2018 عن روایتی "نبوءة السقّا" و"الطاووس الأسود")، بحسب بیان الجائزة.

وشهدت الدورة الحالیة من الجائزة وصول کتّاب للمرة الأولى إلى القائمة الطویلة وهم: عبد الله البصیّص، وعبّاس بیضون، وأحمد زین، وعبد المجید سباطة، وعبد اللطیف ولد عبد االله، وعبد الله آل عیاف، وأمیرة غنیم، وعمارة لخوص، ودنیا میخائیل، وسارة النمس.


دفاتر الوراق

من جانبه أعرب الکاتب الأردنی جلال برجس عن سعاته بوصول روایته "دفاتر الوراق" للقائمة الطویلة، وقال للجزیرة نت إن ذلک الوصول "انتصار لقرائی الذین آمنوا بکلمتی، وقرؤوا روایتی خلال الفترة السابقة التی عانى منها الإنسان مما خلفه فیروس کورونا على حیاتنا، حیث واجهوا العزلة القاسیة بلذة القراءة، وصار لهم أن یتجاوزوا کل ما فرضته الجائحة، تماما مثلما صار لی أن ألجأ للکتابة مدافعا عن إنسانیتی".

وتحکی الروایة قصة "وراق" مثقف منعزل وقارئ نهم للروایات یفقد عائلته وبیته، ویصبح مشردا على غرار الفیلسوف الیونانی القدیم دیوجین؛ فتقع له جملة من الأحداث تجعله حدیث الشارع العربی فی زمن باتت فیه وسائل التواصل الاجتماعی الجدیدة أهم عناصره.

تلبس الوراق الشخصیات التی یقرأ عنها فی الروایات، فیتصرف من خلالها، لکن جراء العزلة والوحدة والتشرد وما واجهه من قسوة فی عالم صاخب، تتفاقم حالته فتکتمل إصابته بفصام الشخصیة، لیعیش صراعا بین صوتین فی داخله: واحد مُحرض على ارتکاب عدد من الجرائم حیال واقع لم یمنحه حقه فی العیش، والثانی یقف بوجهه متکئا على محمول معرفی عمیق.

تکشف الروایة إضافة إلى هذا المنحى من سینتصر على الآخر، وکیف تتشابک الحکایات ببعضها لتؤدی إلى مقولة رئیسیة فی الروایة مفادها "إن الخوف حتما سیؤدی إلى الخراب"، کما تطرح عددا من التساؤلات أهمها: إلى أی مدى یمکن للفرد أن یصوغ حیاته بمعزل عما حوله من مؤثرات؟ ومتى یمکن للشخصیة الثانیة داخل الإنسان أن تخرج للعلن فیتحول الإنسان إلى وحش؟

روایات عربیة جدیدة

فی روایته "قاف قاتل سین سعید" یقوم الکویتی عبد الله البصیص بسرد آسر وحبکة مثیرة، قصة بولیسیة ذات أبعاد نفسیة عن قضیة محقق شاب یعید التحقیق فی اختفاء مراهق قبل 20 عاما، لتتکشف جوانب اجتماعیة وأخلاقیة عدیدة.

وفی روایته "علب الرغبة" یقدم الشاعر اللبنانی عباس بیضون قصة فتاة لبنانیة من ضاحیة نائیة فی واقع اجتماعی معقد، وفی روایته "بنت دجلة" یکمل الروائی العراقی محسن الرملی قصته "حدائق الرئیس"، مستعرضا النفوس البشریة القاسیة وقصة بلد مزقته نزاعات العشائر والأحزاب والطبقة الحاکمة.

وفی "فاکهة للغربان" لأحمد زین، یؤرخ الروائی الیمنی شتات جنوب الیمن بین الاستعمار والشیوعیة، مستعرضا أحداثا سیاسیة ساخنة، وفی روایة "الاشتیاق إلى الجارة" للکاتب التونسی المقیم فی باریس الحبیب السالمی، یدخل القارئ العربی إلى متاهات وعوالم وقضایا ساخنة عبر لعبة البساطة المخاتلة والاشتغال على التفاصیل الصغیرة والقصص المنسیة فی زحمة المدن الکبرى، فی حین یحضر سؤال الهویة بأشکال مختلفة.

من خلال لعبة غوایة ماکرة وساخرة وقصة حب مخاتلة غیر مألوفة تجمع أستاذا جامعیا ستینیا بخادمة خمسینیة، لا شیء یجمع بینهما فی الظاهر سوى أنهما تونسیان ویقیمان فی العمارة ذاتها. قصة ثنائیة یتجاذبها طرفان فی علاقة حب متناقضة ومتذبذبة وملتبسة ومتحولة وغامضة، لکن هذه القصة الثنائیة تنفتح على شخصیات أخرى مؤثرة وعلى قضایا مهمة.

وفی روایة "الملف 42" للروائی عبد المجید سباطة، یعید الأدیب المغربی النبش فی قضیة "الزیوت المسمومة"، وهی مأساة منسیة تعود لمغرب ما بعد الاستقلال، ودخلت بالقائمة الطویلة أیضا روایة "عین حمورابی" للأدیب والمهندس الجزائری عبد اللطیف ولد عبد الله، و"بساتین البصرة" للروائیة والصحفیة المصریة منصورة عز الدین.

واشتملت القائمة أیضا على روایات "حفرة إلى السماء" للأدیب السعودی عبد الله آل عیاف، و"نازلة دار الأکابر" للروائیة والأکادیمیة التونسیة أمیرة غنیم، و"طیر اللیل" للروائی الجزائری عمارة لخوص، و"جیم" لمواطنته سارة النمس، و"حیاة الفراشات" للروائی والمسرحی المغربی یوسف فاضل، فی حین شارک السودان بروایة وحیدة هی "عینان خضراوان" للإعلامی والروائی حامد الناظر.


انسحاب سابق

وکان مثقفون وکتاب عرب قد أعلنوا انسحابهم من فعالیات الجائزة على خلفیة الإعلان عن اتفاق التطبیع بین إسرائیل والإمارات، بینهم الشاعر والروائی الفلسطینی أحمد أبو سلیم الذی سحب ترشیح روایته "برومیثانا" من الجائزة، وفی المقابل أکد الکاتب والأکادیمی الفلسطینی خالد الحروب أنه رفض ترؤس لجنة تحکیم الجائزة العالمیة للروایة العربیة هذا العام، علما بأنه عضو سابق فی مجلس أمنائها.

وفی سبتمبر/أیلول الماضی وقع 17 من الفائزین السابقین بالجائزة العالمیة للروایة العربیة، ومن رؤساء وأعضاء لجان تحکیم وأعضاء مجلس أمناء سابقین من جنسیات عربیة مختلفة، على نداء وجّه إلى مجلس أمناء الجائزة یطالب بوقف التمویل الإماراتی لها على خلفیة التطبیع مع إسرائیل، ودعا البیان "مجلس الأمناء الحالی إلى تحمُّل مسؤولیته الثقافیة التاریخیة فی حمایة الجائزة عبر إنهاء التمویل الإماراتی، وذلک حفاظا على مصداقیة الجائزة واستقلالیتها".

 

 

نقلا عن الجزیرة نت

ارسال نظر